[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العقوبة الأولىاستهزاء الشيطان به ،وبوله في أذنهعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة ، حتى أصبح ، قال صلى الله عليه وسلم :
(( ذاك رجل بال الشيطان في أذنية ، أو قال : في أذنه ))قال النووي - رحمه الله -
((اختلفوا في معناه، فقال ابن قتيبة: معناه: أفسده، يقال: بال في كذا إذا أفسده، وقال المهلب، والطحاوي، وآخرون: استعارة إلى انقياده للشيطان، وتحكمه فيه وعقدة على قتفية رأسه : عليه ليل طويل وإذلاله وقيل معناهاستخف به ، واحتقره ، واستعلى عليه، يقال لمن استخف بإنسان وخدعه : (( بال في أذنة ))
وقال الحربي : معناه: ظهر عليه ، وسخر منه.
قال القاضي عياض : ولا يبعد أن يكون على ظاهره ، قال : وخص الأذن لأنها حاسة الانتباه.
قلت: وحمله على ظاهره أولى
قال الحافظ أبن حجر :
(( أختلفوا في بول الشيطان ، فقيل : هو على حقيقته .
قال القرطبي - وغيره - : لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول وقيل : هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر . وقيل : معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر . وقيل : هو كنابة عن ازدراء الشيطان به ، وقيل: معناه أن الشيطان أستولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول إذ من عادة المستخف بالشئ أن يبول عليه )).
العقوية الثانية الكسل وخبث النفس عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( يعقد الشيطان على قافيو أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن تؤضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )) هذا الحديث يفيد أن الشيطان يسعى سعياً حثيثاً ليثبط المؤمن عن فعل الخيرات وأن عدم القيام للصلاة استجابة للشيطان وتخاذل أمامه .
كما أفاد - ايضاً - أن ذكر الله والوضوء والصلاة تورث النشاط في النفس وانشراح الصدر وتطرد الكسل والخمول وتذهب الكرب والمقت لأنها تطرد الشيطان.
كما أفاد الحديث أن النائم عن الصلاة ، كانت له هذة العقوبة، وهى : عقد الشيطان على مؤخرة رأسه فيصبح خبيث النفس، أي : ثقيلها كريه الحال، كسلان خاملاً لا يستطيع فعل شئ إلا بمشقة .
قال الحافظ :
(( قال ابن عبد البر : هذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيعها ، أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة إة إلى النافلة بالليل فغلبته عينه فنام فقد ثبت أن الله يكتب له أجر صلاته ونومه عليه صدقه )).
العقوبة الثالثةدخوله في المنافقينعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )).أفاد هذا الحديث أن المتخلف عن صلاة الفجر متشبه بالمنافقين .
قال الحافظ ابن حجر : (( ودل هذا على أن الصلاة كلها ثقيلة على المنافقين ، ومنه قوله تعالى : {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى } التوبة: 54 .
وإنما كانت العشاء والفجر أثقل عليهم من غيرهما لقوة الداعي إلى تركها لأن العشاء وقت السكون والراحة والصبح وقت لذة النوم ، وقيل : وجهة كون المؤمنين يفوزون بما ترتب عليهما من الفضل لقيامهم بحقهما دون المنافقين )) .
قال ابن عمر رضى الله عنه : كان من فقدناه في صلاة العشاء والفجر أسانا به الظن .
العقوبة الرابعة الحرمان من حفاظة الله عن جندب بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ فإنه من يطلبه من ذمته بشئ يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )).قال النووي - رحمه الله - :
(( قيل الذمة هنا : الضمان . وقيل : الأمان )) .
أفاد الحديث أن الذي يصلي الصبح ، فهو في أمان الله وحفظه وضمانه وبالمفهوم المخالف أن الذي لا يصلي الصبح ، فليس له أمان ، ولا ضمان الله عز وجل فيتركه للخلق هذا يذله وهذا يجهل عليه وهذا يفعل به ...........هكذا .
العقوبة الخامسة لا تشهد له الملائكة عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم - وهو أعلم - كيف تركتم عبادي فيقولون : تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون )).قال النووي - رحمه الله - :
(( وأما اجتماعهم في الفجر والعصر ، فهو من لطف الله تعالى بعباده المؤمنين وتكرمة لهم أن جعل اجتماع الملائكة عندهم ومفارقتهم أوقات عبادتهم واجتماعهم على طاعة ربهم فيكون شهادتهم لهم بما شاهدوه من الخير )) .
قلت فمن لم يشهد الصلاة ! كيف تشهد له الملائكة ؟!
العقوبة السادسة تهشيم رأسة في القبر عن سمرة بن جندب الفزاري قال :
(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقوله لأصحابه : (( هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال : فيقص عليه ما شاء الله أن يقص ، قال : وإنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي: انطلق وإني انطلقت معهما، وإنا اتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي عليه بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فيتهدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر يأخذه فما يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى . قال : قلت سبحان الله ! ما هذان؟ قال : قالا لي: انطلق . انطلق . قال قلت لهما : فإني قد رأيت منذ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك ، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة.قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
(( في معنى قوله : بالصخرة لرأسه فيثلغ ، أي: يشدخه، والشدخ: كسر الشئ الأجوف، ثم قال : قال ابن العربي : جعلت العقوبة في رأس هذة النومة عن الصلاة والنوم موضعه الرأس .
العقوبة السابعة لا يتم له نور على الصراط عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليبشر المشاؤون في الظلم بنور تام يوم القيامة )) .
أفاد الحديث فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة وخاصة في الظلمة وذلك يكون في صلاة العشاء والفجر وأن الله يثيب من يدوام على ذلك بالنور التام ، يضئ لهم على الصراط يوم القيام وعكس ذلك من لا يمشي في الظلم لا يتم له نور على الصراط .
العقوبة الثامنةالحجب عن رؤية اللهعن جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال :
(( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها فافعلوا )) .
أفاد الحدبث : أن المحافظة على هاتين الصلاتين - وهما : العصر والفجر- يرجى بهما نيل رؤية الله وهي أعظم لذائذ الجنة .
قلت من ضيع هاتين الصلاتين - وخصوصاً الفجر - لا يرجى له رؤية المولى تبارك وتعالى .
العقوبة التاسعةالوعيد بالويلقال الله تعالى :
{فويل للمصلين [4] الذين هم عن صلاتهم ساهون } الماعون 4،5
قال ابن كثير :
(( قال ابن عباس رضى الله عنه وغيره : يعني المنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر ولهذا قال: للمصلين الذي هم من أهل الصلاة، وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون إما عن فعلها بالكلية - كما قال ابن عباس - وإما فعلها في الوقت المقدر لها شرعاً فيخرجها عن قتها بالكلية قاله مسروق وأبو الضحى والويل هو : واد في جهنم.
وعن مصعب بن سعد قال: قلت لأبي: يا أبتاه! أرأيت قوله تبارك وتعالى:
{ فويل للمصلين [4] الذين هم عن صلاتهم ساهون } أينا لا يسهو ؟ أينا لا يحدث نفسه ؟ قال: ليس ذاك إنما هو إضاعة الوقت بلهو حتى يضيع الوقت .
قال ابن كثير : وقال سفيان الثوري عن زياد بن عياض: سمعت أبا عياض يقول: ويل: صديد في أصل جهنم وقال عطاء بن يسار: الويل: واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت .
الويل: جبل في النار وقال : الويل: الهلاك والدمار.
العقوبة العاشرة الوعيد بالغىقال الله تعالى
:{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } مريم 59
قال ابن كثير :
(( وإذا أضاعوا الصلاة فهم لما سواها من الواجبات أضيع لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد .
وقد أختلفوا في المراد بإضاعة الصلاة ها هنا فقال : المراد بإضاعتها تركها بالكلية، ولهذا ذهب من ذهب من السلف والخلف والائمة - كما هو المشهور عن الإمام أحمد، وقول عن الشافعي - إلى تكفير تارك الصلاة .
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم :
((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة )).
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )).
قال: وقال الأوزاعي عن موسى بن سليمان بن القاسم ابن مخيمرة في الآية:
قال: إنما أضاعوا المواقيت، ولو كان تركاً كان كفراً.
وأسند إلى ابن مسعود رضى الله عنه أنه قيل له : إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن قال تعالى :
{الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون 5
{الذين هم على صلاتهم دائمون} المعارج 23
{والذين هم على صلاتهم يحافظون} المعارج 34
فقال ابن مسعود رضى الله عنه: على مواقيتها، قالوا ما كنا نرى ذلك إلا على الترك قال: ذلك كفر .
وقال مسروق:
لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس، فيكتب من الغافلين وفي إفراطهن الهلكة، وإفراطهن: إضاعتهن عن وقتهن .
وأسند إلى عمر بن عبد العزيز في الآية قال: لم تكن إضاعتها تركها، ولكن أضاعوا الوقت.
قال ابن كثير :
في قوله :
{ فسوف يلقون غيا }: قال : خسراناً، وأسند إلى ابن مسعود رضى الله عنه قال : واد في جهنم بعيد القعر، خبيث الطعم، وأسند ابن جرير إلى أبي إمامة مرفوعاً قال : (( لو أن صخرة زنة عشرة أواق قذف بها من شفير جهنم، ما بلغت قعرها خمسين خريفاً، ثم تنتهي إلى غي وآثام ))، قلت: وما غي وآثام ؟ قال : بئران في أسفل جهنم يسيل فيها صديد أهل النار، وهما اللذان ذكر الله في كتابه.