ما يحـرم صومه وما يكـره
أولاً: ما يحرم صومه
1 ـ يحرم صوم يومي العيدين؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن صيام يومين: يوم الفطر يوم النحر" (1).
2 ـ يحرم صيام أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم عيد الأضحى؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذِكْر لله" (2).
ولكن الحاجّ إذا كان متمتعًا أو قارنًا ولم يجد الهدي، فإنه يجوز له صيامها، لقوله تعالى: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ) (3).
3 ـ يحرم صيام يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كانت ليلته ليلة غيم أو غبار يحول دون رؤية الهلال؛ لقول عمار رضي الله عنه: "من صام اليوم الذي يشك فيه، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم" (4).
ثانيًا: ما يُكره صومه
1 ـ يكره إفراد شهر رجب بالصوم؛ لأن من شعار الجاهلية تعظيم شهر رجب، وفي صيامه إحياء لشعارهم.
2 ـ يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم للنهي عن ذلك؛ إلا إن كان يوافق عادة له في صيامه فلا يكره.
3 ـ يكره الوصال، وهو أن يصل صيام يوم باليوم الذي بعده، ولا يفطر بينهما؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن الوصال، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: "نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الوصال..." (5).
ليلـة القـدْر
مكانتها وفضلها
ليلة القدر ليلة شريفة مباركة معظمة مفضلة، وهي أفضل الليالي، قال الله تعالى فيها: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (1)؛ أي: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة قدْر. وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تَقدَّم من ذنبه" (2).
سبب تسميتها بذلك
سميت ليلة القدر بذلك؛ لأنه يقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة من الخير والأرزاق والآجال والمصائب وغيرها، أو لِعِظَم قدْرها عند الله عز وجل.
عدم تحديدها والحكمة منه
ينبغي تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وفي أوتاره آكَد، وهي متنقلة بين الليالي، فقد تكون في سنة ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في سنة ليلة سبع وعشرين، وهكذا. وقد جاء في الحديث أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "التمسوها في العشر الأواخر في كل وتر" (3).
والحكمة من إخفائها: ليجتهد العباد في طلبها، ويَجِدُّوا في العبادة طمعًا في إدراكها، فتكون هذه الليالي، كلها ليالي اجتهاد وطاعة.
ما يُسْتَحبّ فيها
يستحب فيها الإكثار من الطاعات ولا سيما الدعاء؛ لأن الدعاء فيها مستجاب، ويقول فيها ما ورد: "اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعفُ عني" (4) ويذكر حاجته فيما يدعو به، ويكثر المسلم فيها من الاستغفار والتوبة وقيام الليل.
مستحبّـات الصّيـام
مما يستحب في الصيام
1 ـ الإكثار من العبادات بأنواعها، كقراءة القرآن، وذكر الله، وصلاة التراويح، وقيام الليل، والصدقة، وكثرة الإنفاق، والبذل في سبل الخير، فإن الحسنات في رمضان مضاعفة.
2 ـ حفظ اللسان عن كثرة الكلام وكفّه عما يُكْرَه، فإن شتمه أحد سُنّ له أن يقول جهرًا: "إني صائم"؛ لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (1).
3 ـ يُسَنّ للصائم أن يتسحر لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "تسحَّروا فإن في السحور بركة" (2).
4 ـ يُسَنّ للصائم أن يؤخر سحوره، ويعجل فطره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناسُ بخير ما عجّلوا الفِطر"(3).
5 ـ يُسَنّ للصائم أن يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء.
6 ـ يُسَنّ أن يقول عند فطره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" (4) ويكثر من الدعاء حينئذ؛ فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
7 ـ يُسَنّ تفطير الصائم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من فَطّر صائمًا فله مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" (5).
مما يكره للصائم أثناء صومه ما يلي:
1 ـ جمع ريقه وبلعه.
2 ـ المبالغة في المضمضة والاستنشاق؛ حتى لا يصل الماء إلى جوفه، وفي الحديث: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا" (1).
ما يشتد تحريمه على الصائم
يحرم على الصائم وغير الصائم الكذب والغيبة والشتم والفحش، والتحريم في حق الصائم أكبر؛ لأنه في وقت فاضل. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يَدَعْ قولَ الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (2).