تحركات مصرية وعربية للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية علي لبنان

تحركات مصرية وعربية للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية علي لبنان

جمعة حمد الله ٢٧/ ٨/ ٢٠٠٦
انتهت الحرب الإسرائيلية علي لبنان، وبدأ الحساب علي جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد المدنيين في قانا والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق التي تعرضت لأكثر من ٣٥ يوماً لضرب إسرائيلي متواصل بجميع أنواع الأسلحة، وبدأت تحركات دبلوماسية مصرية وعربية من جانب عدد من العواصم العربية، إضافة إلي تحركات شعبية من جانب منظمات المجتمع المدني، لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان ومحاكمة مرتكبيها.


وأكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أنه من غير المقبول استمرار سكوت المجتمع الدولي عن تلك الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي.
وقال أبوالغيط تعقيباً علي البيان الذي أصدرته منظمة العفو الدولية أمس الأول، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير علي لبنان، أن هذا البيان يثبت صواب التحركات المصرية الرامية لإجراء تحقيق دولي في تلك الممارسات.


وأشار أبوالغيط إلي نجاح مصر في استصدار قرار من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف منتصف الشهر الجاري بإرسال بعثة عاجلة إلي لبنان للتحقيق في المذابح التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية هناك، ولتحديد طبيعة الأسلحة المستخدمة في تلك الاعتداءات ومسؤولية مقترفيها.
من جهة أخري، يقوم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، بزيارة للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، يلتقي خلالها بالرئيس محمد حسني مبارك وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية والمسؤولين في الجامعة العربية علي رأسهم عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية، وتأتي زيارة أنان للقاهرة في إطار جولة له في المنطقة تشمل لبنان والمناطق الفلسطينية وإسرائيل والأردن والسعودية ومصر وقطر، إضافة إلي تركيا وإيران وسوريا.


وتشير التوقعات إلي أن أنان سيبحث مع المسؤولين في القاهرة إجراءات تطبيق القرار ١٧٠١ وتشكيل القوة الدولية «اليونيفيل» المقرر نشرها علي الحدود اللبنانية مع إسرائيل، إضافة إلي فك الحصار الإسرائيلي علي لبنان وموضوع مزارع شبعا، ومسألة نزع سلاح حزب الله.
من جانبهم، طالب المراقبون بضرورة توثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في لبنان، مؤكدين أنه لا قيمة لهذه الجرائم ما لم يتم توثيقها، وقال السفير محمود شكري الكاتب والمحلل السياسي: إن هناك ضرورة لتوثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان، مثل قانا «١»، وقانا «٢»، وعملية الأرض المحروقة، إضافة إلي الكثير من الأمور التي يمكنها أن تكون عنصر ضغط قوي جداً.


وأشار شكري إلي أن أول خطوة في مسألة محاكمة إسرائيل علي الجرائم التي ارتكبتها هو إعداد ملف بهذه الجرائم، وبعدها يتم التحرك واستغلال الموقف لإدانتها ومن ثم المطالبة بالتعويضات.
وشدد شكري علي أنه في حال السكوت علي هذه الجرائم سيكون نصف القضية قد ضاع، وقال: إنه آن الأوان لمحاكمة إسرائيل علي الجرائم التي ارتكبتها والمجتمع الدولي معاً، كما أن فرنسا يمكن أن تشكل عنصر ضغط في هذه المسألة.


وأوضح شكري أن مسؤولية الحكومة اللبنانية الآن أن تشرع في تشكيل هيئة قانونية مهمتها جمع ملف الانتهاكات الإسرائيلية ضد لبنان، مشيراً إلي أن مهمة اللجنة جمع الحقائق وتوثيقها، مع الأخذ في الاعتبار عدم تناسي المجتمع المدني ودوره في هذه المسألة.


ولفت شكري إلي أنه يمكن اللجوء لرفع دعاوي ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محاكم بعض الدول مثل بلجيكا، كما يمكن للبنانيين المقيمين في الولايات المتحدة أن يرفعوا أيضاً دعاوي داخل الولايات المتحدة نفسها عند الانتهاء من توثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان.


وأكد السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، وأستاذ القانون الدولي، أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في لبنان وعلي رأسها الإبادة الجماعية، وقال: إن أركان الإبادة الجماعية متوفرة في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل من بينها القتل العمد للمدنيين وتدمير الحياة.
وأوضح الأشعل أن المطلوب الآن توثيق الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، وبعد ذلك يتم تكييفها قانوناً لمحاكمة مرتكبيها.


وأشار الأشعل إلي وجود صعوبة في قيام لبنان برفع دعوي أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين باعتبار أن لبنان ليست من ضمن الدول الموقعة للانضمام للمحكمة.
ولفت إلي أن البدائل القانونية المطروحة مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية.
وقال: علي لبنان أن يتحرك في هذا الإطار حتي وإن انسدت أمامه الطرق.